التخطي إلى المحتوى

ربما لا يعرف الكثيرين قصة جريح العابد الذي يعد إحدى أجمل القصص النبوي الشريف لما له من فائدة كبيرة وتعلم الدروس للأبناء وتعظم قدر الوالدين والإحسان إليهما، حيث وقعت تلك القصة في عهد بني إسرائيل والتى ذكرها النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأذكى السلام ونقلها عنه الصحابة رضوان الله عليهم.

حديث النبي محمد عن جريح العابد ..

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لم يتكلم في المهد (يعني حديثي الولادة) إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم وصاحب جريج، (وذكر الثالث في روايات أخرى) قال النبي صلى الله عليه وسلم: وكان جريج رجلًا عابدًا، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي، فقالت: يا جريج. فقال: يا رب: أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته، فانصرفت، فلما كان من الغد، أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج. فقال: يا رب: أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته، فانصرفت، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج. فقال: أي رب: أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم: لا تميته حتي ينظر إلى وجوه المومسات الزواني، فتذاكر بنو إسرائيل جريجًا وعبادته، وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم. قال: فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعيًا، كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها، فوقع عليها فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج. فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟. قالوا: زنيت بهذه البغي، فولدت منك. فقال: أين الصبي؟. فجاءوا به، فقال: دعوني حتى أصلي. فصلى، فلما انصرف أتى الصبي، فطعن في بطنه، وقال: يا غلام: من أبوك؟. قال: فلان الراعي. قال: فأقبلوا عليه يقبلونه ويتمسحون به، وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب. قال: لا، أعيدوها وهي طين كما كانت. ففعلوا).

روابط ذات صلة::
أسماء أولاد الأنبياء والرسل وذريتهم

قصة جريح العابد

كان جريح رجلا عابدًا لله من عباد بني إسرائيل الصالحين، والذي بنى صومعته بنفسه من الصين ومن ثم تعبد فيها وترهب ، وفي يوم من الأيام جاءته أمه الحنون ووالدته المشفقة والتي كانت تزوره من الحين للأخر للإطمئنان عليه، فما كان منها إلا أن تناديه وتاتيه فيجئ إليها ويجلسان ويتكلمان.

وفي ذات يوم، كان جريح قائم يصلي في صومعته وجاءته أمه فنادته بصوت رخيم (ياجريح) ولكنه فضل صلاته على نداء أمه، وذلك لشدة شغفه بصلاته، وظل جريح على هذا الأمر لثلاثة مرات وتكرر أمه عليه النداء فيتكلم مع نفسه :”هل أجيب أمي، أم أكمل صلاتي؟ فآثر صلاته ولم يجب أمَّه”، وهنا كان على جريح أن ينصرف من صلاته ويجيب على أمه ولكنه لم يقم بذلك مع إن طااعة الوالدين واجبة كما أن صلاته تلك كانت صلاة نافلة وليست الصلوات الواجبة.

فما كان من الأم إلا وإنها غاضبة فدعت عليه بأن يقابل إحدى الزانيات لتعلمه كيف يكون عقوق الوالدين، فاستجاب الله دعاءها، وبالفعل جاءت إحدى الباغيات وراودته عن نفسه ولكنه لم يلتفت إليها ومن ثم ذهب إلى الراعي وبالفعل حملت منه وعندما ولدت فسألها القوم عن والد الصبي فما كان الإجابة إلا أنه جريح من ارتكب تلك الفعلة ومن ثم هد الأهالى صومعته ولكن الصبي المولود كان قد تحدث في إحدى المعجزت ومن ثم برأ جريح العابد، فما كان من الناس إلا الاعتذار له وطلب منهم فقد بناء صومعته من الطين من جديد.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Don`t copy text!