التخطي إلى المحتوى

كان قارون أحد أغنى أغنياء بني إسرائيل وكان وزيراً لشؤون العبرانين لفرعون، ولقد قصّ الله تبارك وتعالى علينا قصة قارون بكتابه العزيز ليكون لنا عظة وحكمة فلقد قال الله تعالى بكتابه: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) سورة يوسف – الآية 3 .

قصة قارون مع دعوة موسى عليه السلام

قد أرسل الله تعالى نبيه موسى وأمره أن يدعوا قارون مثل فرعون ولكنه هو أيضاً أبى ورفض دعوة موسى عليه السلام وتجبر ولقد اشترك مع فرعون في الصد عن موسى عليه السلام وفي اتهامه بالسحر رغماً عن المعجزوات التي أيد الله تعالى بها نبيه ولكنه أبى الإيمان بالله تعالى وورد هذا بقوله في سورة غافر : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (23) إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) ) ، وقوله تعالى: (وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ) سورة العنكبوت الاية 39 .

قصة قارون من قصص القرآن الكريم

ووردت قصة قارون بسورة القصص بقوله تعالى: إنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

وهنا بيّن الله تعالى لنا أنّ قارون كان من قوم بني إسرائيل أعطاه الله تعالى من فضله، وكرمه الكثير غير أنه تبتر على نعمة الله تعالى وطغى وسعى بالفساد، ورغماً من إعطاءه الله تعالى المال الوفير ولكنه بخل بها وورد في خزائن أمواله أن مفاتيحه يعجز العشر رجال عن حملها، وبيوم من الأيام خرج قارون متبختراً على قومه بما أعطاه الله تعالى من أفضل زينة، وهنا نظر البعض من القوم إلى قارون وزينته وكثرة ماله وقالوا: ليت لنا مثل ما أوتي قارون ولكن مع جبروت وظلم قارون، وبخله بأمواله خسف الله تعالى وبقصره وجنوده الذين كانوا ينصرون الأرض فلم يعد له جند أو مال أو عزوة وهنا علم من تمنوا مثل ما أعطى الله تعالى قارون بالأأمس أنهم قد أخطأو، وأن كثرة العطاء ليست دليل على محبة الله تعالى للعبد وقد منّ الله تعالى على هؤلاء ولم يعذبهم.

روابط ذات صلة::
قصة لقمان الحكيم كاملة مكتوبة مع وصاياه من القرآن الكريم
قصة جريج العابد ودعوة أمه من صحيح القصص النبوي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Don`t copy text!