التخطي إلى المحتوى

اختراع الدراجة أحد أقدم الاختراعات المفيدة للإنسان والصديقة للبيئة، وهذا الاختراع موجود بكثرة في كافة الدول، وخاصة الدول المُتقدمة التي تحرص على الاستعانة بالوسائل التي تفيد الصحة العامة للبشر؛ ولا تضر بجمال الطبيعة.

قصة اختراع الدراجة الهوائية

اختراع الدراجة لم يأتي بين ليلة وضحاها، ولم تكن الدراجة في بدايتها بالشكل الذي نراها به الآن؛ حيث أنّ جيوفاني فونتانا قد تمكن من هيكلة جهاز قائم عمله على الطاقة البشرية وهذا الجهاز مكون من أربعة عجلات تتصل مع بعضها البعض بتروس وكان هذا في عام 1418م.

وبعد مرور أربعة قرون على هذا الحدث تمكن كارل درايس أحد مخترعي ألمانيا بتصميم نسخة خاصة به تعتمد على الطاقة البشرية؛ ولكنها مزودة فقط بعجلتين، ولقد عرفت تلك النسخة باسمه في كافة أنحاء أوروبا، ولقد أشار كارل إلى أنّ ما قاده إلى هذا التصميم قلة الخيول بعد نشوب النيران بجبل تامبورا بإندونيسا وماتت الحيوانات بسبب المجاعة لفقدان الكثير من المحاصيل.

ولقد كان اختراع كارل يزن 23 كيلو جرام، وكانتا العجلتين من الخشب والإطار الرابط خشبي، ولم يكن بهذا الجهاز تروس أو دواسات، وكان القائد يعتمد في قيادته على القدمين. وبعد انتشار صيت هذا الجهاز بفرنسا وإنجلتر أقدم دينيس جونسون بتسويق نسخة خاصة به في لندن، حتى أتى عام 1820م أصبح وجود دراجة درايس في الشوارع جريمة للمخاطر التي يلقاها المشاه بسببها.

ولكن بحلول الستينات وُجدت العجلات من جديد مع إضافة الكثير من التطورات مثل التروس الثابتة والعجلات المصنوعة من الفولاذ. وظهور العجلة بما أضيف عليها من تطور أصبح غامض للغاية؛ حيث أنّ كارل الألماني قد ادعى أنّه هو من صنع الدواسات عام 1862م، غير أنّ براءة الاختراع مُنحت للصانع الفرنسي بيير لاليمينت.

ولقد عرض لاليمينت تصميمه على الناس كافة ومن بعدها قرر بعض من أبناء المُصنعيين أن يتعلمون تصنيع الدراجة الخاصة بهم، وبالفعل تمكن ميشو وآخرون من ابتكار دراجة وتسويقها عام 1867 م ولقد حققت نجاحاً كبيراً؛ ولكن نشبت خلافات تسببت في وجود شركة واحدة فقط وهي المملوكة لأوليفيه هي القائمة على صناعة الدراجات.

و نظراً لثقل الدراجة قرر المستخدمون التوقف عن استخدامها مما جعل الشركة تبدأ في تصنيع تصميم جديد. ولقد كان علم المعادن متطور ممّا أدى إلى الحصول على دراجة ذات إطارات معدنية قوية وخفيفة، وكان هناك أكثر من تصميم ولكنهم لم يكونوا بدرجة كافية من الأمان. ولما أتى جون كيمب ستارلي في السبعينيات من القرن التاسع عشر وضع فكرة ابتكار الدراجة الآمنة أمامه وفعلياً حصل على ما يريد وبدأ في التسويق لها في عام 1871م ببريطانيا، ونال شهرة واسعة باختراعه هذا عام 1874م.

وبحلول عام 1885 م قدم ستارلي اقتراحاً لابتكار دراجة بعجلات متساوية بتروس تفاضلية ومرتكزة على محور مركزي وبها جنزير للقيادة؛ ولقد كانت تلك بالفعل هي أول دراجة عملية، ومن بعدها زاد عدد مستخدمي الدراجات وأصبحت استثماراً لرجال الأعمال كما كان لها تأثير في التمهيد للطرق أمام المركبات.

روابط ذات صلة ::
كيف تم اختراع المجهر أو الميكروسكوب وما مبدأ عمله؟
كيف تم اختراع المحرك النفاث المستخدم في الطيران الحديث؟

متى تم اختراع الدراجة الهوائية؟

أهمية اختراع الدراجة بدأ في الاضمحلال بعد ظهور صناعة المركبات وخاصة بعدما استحوذت السكك الحديدية على جوانب الطرق؛ التي كانت مُشيدة خِصيصاً للدراجات؛ ولهذا فلقد قلّ عدد مصنعي الدراجات في بداية القرن التاسع عشر.

بينما بعد مرور ستون عاماً من هذا القرن نظر الناس إليها كأحد الوسائل الترفيهية والسُبل التي تُحافظ على جمال الطبيعة ونظافة البيئة والتي تُساعد في التقليل من حدة الزحام؛ لذا تمّ تصنيع ما يقرب من 5 مليون دراجة داخل الولايات المتحدة عام 1970م.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Don`t copy text!