من القصص القرآنية العظيمة قصة ذي القرنين وهو مرزيان بن مردبة اليوناني نسبه يعوود إلى نبي الله نوح عليه السلام فهو من ولد بن يافث بن نوح، وقال البعض غير هذا والله وحده أعلم، نزل فيه قوله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا * قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا * ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا. وسوف نتناول بالسطور التالية قصة ذي القرنين فتابعوا معي.
أقوال المُفسرين عن ذي القرنين
اختلف المفسرين في معرفة حقيقة ذي القرنين فقال بعضهم كان ملكاً ولقد ذعم هذا القول ابن كثير، وقال بعضهم بل كان نبياً وهذا القول ضعيف، وقال ابن كثير وهو الصحيح بل كان أحد الملوك العادلين الصالحين، وهذا هو قول ابن عباس أيضاً.
ومن الأقوال الباطلة التي قيلت في ذي القرنين أنه هو الإسكندر المقدوني، ولقد سمي ذي القرنين بهذا الاسم لأنّ رأسه كانت شبيهة بالقرنين، وقال البعض كان له قرنين من نحاس في رأسه وهذا ايضاً ضعيف، وقيل سبب تسميته بهذا أنّ الله وهبه ملكاً اتسع من اليمين إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب لهذا سمي بهذا الاسم.
ذُكر عن ذي القرنين أنه قد أسلم على يد سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقد طاف مع نبي الله إبراهيم بالكعبة وكان معه نبي الله إسماعيل عليه السلام، وكان له جيش كبير كان في مقدمته سيدنا الخضر عليه السلام، وكان بمثابة وزيره دائماً ما يُشاوره.
قصة ذي القرنين
كان ذي القرنين معروفاً عنه الصلاح وهبه الله تعالى الملك بالأرض، وكان كلما مرّ على أمة دعاهم إلى الله تعالى وحده لا شريك له، ولقد استخدم من بين الأمم الذين دعاهم ما يستعين بهم في جيوشه لقتال أهل الشرك والكفر، ولقد سلك ذي القرنين طرق كثيرة من المشرق إلى المغرب حتى بلغ جبلان يقع بينهما ثغرة يخرج منها يأجوج ومأجوج على البلاد وكانوا مفسدون في الأرض وقد وصلوا خبرهم إلى ذي القرنين وذكروا لذي القرنين فسادهم بالأرض، وتعديهم على البشرية وخبروه بأنهم كانوا يُهلكون الحرث والنسل وقطعوا السبل على الخلائق، وقد جعلوا له خرائج على أن يُقيم بينهم، وبين يأجوج ومأجوج سد يحول دون الوصول لهؤلاء البشر، غير أنّ ذي القرنين ابتغ الفضل من الله تعالى وامتنع عن أخذ الخراج، وطلب من الناس أن يُعدون له الآلات اللازمة لبناء السد بين يأجوج، ومأجوج وبين الناس وكذلك أمرهم بجمع الرجال لمساعدته في البناء، وفعلياً مكن الله تعالى ذي القرنين وجيشه من بناء السد المنيع الذي حال دون وصول يأجوج، ومأجوج إلى الناس وكان البناء من النحاس والحديد المُذاب وكان هذا رحمةً من الله تعالى لقوله: قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا.
روابط ذات صلة::
قصة صاحب الحديقة من صحيح القصص النبوي الشريف
قصة عزير عليه السلام من قصص القرآن الكريم
التعليقات