أحداث قصة طالوت وجالوت من قصص القرآن الكريم تدور حول أحوال وظروف بني إسرائيل؛ عندما قطع الله تعالى نسل الأنبياء منهم أعطاهم الله تعالى الملوك وكان منهم من اتصفوا بالجبروت والظلم، وأذاقوا بني إسرايل العذاب، ومرارة الظلم والجور والفساد، فسفكوا دماء بني إسرائيل وبدّلوا أحوالهم وكان هذا عقوبة لهم لقتلهم أنبياء الله تعالى ولانحرافهم عن ما أمرهم الله تعالى به، وعندما كان الأنبياء ببني إسرائيل لم يمن هناك عدو قادر عليهم فكلما أتاهم من هم ذو عتاد وعدة نصر الله تعالى بنو إسرائيل وكان مما شرف الله تعالى بنو إسرائيل به تابوت نبي الله موسى كان فيه من السكينة ما يجعلهم ينتصرون على أعداءهم فلما ضيعوه ضيعهم الله تعالى، وجعل فيهم الفساد والظلم والجور وكتب الله تعالى لهم الهزيمة بعد النصر، وأظهر الله تعالى عليهم أعداؤهم وكان هذا حالهم طوال 460 عام حتى أرسل الله تعالى إليهم نبيه شمويل بن بالي.
قصة طالوت وجالوت
قال تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (248) فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) [سورة البقرة Sura Al-Baqara]
بعثة نبي الله شمويل لبني إسرائيل
بعد ذل بني إسرائيل وانكسارهم وتبديل حالهم من العزة إلى الانكسار، وخسارة التابوت وذهاب البركة وسعي الملوك في أرضهم بالفساد وفرض الجزية الكثيرة عليهم، جزعوا ورغبوا إلى الله تعالى يستنصرون بنبيه جلّ في علاه يقاتلون معه وكان هذا قتال عمالقة كجالوت، ولم يكن هناك قدرة لبني إسرائيل على قتال هؤلاء ولم يكن لديهم الكفاءة فسألوا الله تعالى أن يُرسل لهم نبي كي يقاتلون معه، وسوى الله تعالى لهم جنين ببطن أمه ليكون لهم نبي، غير أنّ القوم خافوا أن ترزق المرأة بفتاة، وتأتي بولد وتدعي أنه النبي المنتظر وعندئذ حبسوها ببيت فقامت فيه تتضرع إلى الله تعالى ليرزقها غلام فرزقها الله تعالى الغلام، وسمته سمعون لأنّ الله تعالى سمع دعائها، وأرسلت المرأة ولدها إلى بيت المقدس كي يتعلم التوراة، وكان بكافالة أحد مشايخ بني إسرائيل.
ولم يكن الشيخ يأمن على الغلام غيره فتبناه وعلمه حتى كبر وبلغ أشده وبلغ من الرشد ما يجعله قادر على حمل النبوة، في نومه جاءه الملك جبريل بلحن شيخه ينادي عليهيا شمويل فذهب إلى الشيخ، وقال له لبيك فخشي الشيخ من أن يزعجه فقال له اذهب إلى نومك وعاد كذا ثانية فقال له إن أتاك مرة أخرى لا تجبه، وهنا أتاه الملك جبريل بهيئته، وقال له اذهب إلى قونك وخبرهم بأنك نبيّ الله فيهم، وهنا أعرضوا عنه وكذبوه وقال له لقد استعجلت النبوة.
طالوت ملكاً
رفض بنو إسرائيل نبوة شمويل وقالوا له اطلب من ربك آية نصدقك بها، وعندئذ أعطاه الله تعالى عصا ليخبر قومه بأن ملكهم سيكون بطول هذه العصا، فقايسوا العصا فلم يجدوا منهم من هو بطولها، حتى اقترب منهم طالوت وكان سقاءً يسقي الماء على حمارة له فطلبوا منه مقايسته فوجدوه بطول العصا وهنا رفضوا تنصيب طالوت ملكاً عليهم، وقالوا ضعيفاً ليس له منصب ولم يُجعل من قبل في أهله نبوه أو ملوك، وهنا خبر الله نبيه شمويل بأنّ في بيت طالوت تابوت نبيه موسى عليه السلام وفيه سكينة، وبقايا من آل موسى وآل هارون وقد وجدوا ما قاله شمويل حقاً فاتبعوا شمويل النبي وطالوت الملك.
قتل جالوت ونصر بني إسرائيل
بلغ جيش بني إسرائيل وعهم الملك طالوت 80 ألف مقاتل، وقد جعل الله تعالى لهم نهر بين بني إسرائل وبين جيش جالوت وكان هذا النهر هو البلاء لهم حيث أنّ الله تعالى أمرهم أن لا يشربوا من هذا النهر إلاّ غرفاً باليد، وهنا خرج العامة عن هذا الأمر بينما العلماء تمسكوا به ولم يبق مع الملك طالوت سوى 300 وبضع عشرة مقاتل وكان من بينهم نبي الله أبو داود عليه السلام ومعه من الأبناء 13 وكان فيهم داوود وهو أصغر الأبناء، وقد اصطفاه الله تعالى بكرامات منها تسبيح الجبال بين يديه، وعندما اصطف الجيشان رمى داود جالوت بقذافته فأتت بين عينيه، وهنا سقط قتيلاً ولم يزل حجر داود يقتل كلّ من أصابه حتى هُزم جالوت وجنوده، وهنا أنكح الملك طالوت دازد ابنته وأجرى خاتمه بملكه فمال الناس إلى نبي الله داود وأحبوه.
روابط ذات صلة::
قصة ذي القرنين كاملة من قصص القرآن الكريم
قصة عزير عليه السلام من قصص القرآن الكريم
التعليقات