نضع بين ايديكم اليوم قصة قصة أصحاب الجنة من القصص ذات التأثير الجميل علي النفس البشرية لانها تهتم بزرع معاني الخير في النفوس ، قال الله تعالى في كتابه العزيز عن أصحاب الجنة في سورة القلم : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۙ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ (41) يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42).
قصة أصحاب الجنة
إنّ أصحاب الجنة هم نفر من خمسة أفراد ورثوا أبوهم كان يمتلك بستان من شدة جماله كان يُسمى بالجنة، وكان الأب صالح يُخرج زكاة ماله، وكان كريماً يُجزل العطاء وكان شاركراً لله تعالى، ولهذا كان الله تعالى يأمر زرعه أن يُثمر ويكثر ثمره، وكان هذا الرجل وجوده بالحياة قبل البعثة المحمدية وكان من أهل الكتاب، وكان سكنه بقرية تُسمى ضروان، وكان تبعد عن صنعاء ببضعة أميال، ولما مات الرجل وورثوه بنوه الخمسة هنا امتنعوا عن العطاء الذي كان أبوهم يعطيه فلقد كان الأب يُقسم ما يخرج من الجنة إلى ثلاثة الثلث الأول له ولعياله والثالني للفقراء والثالث للمساكين، وهنا سوف نتناول ما قد فعله بنوه بعد أن مات أبوهم الصالح.
أصحاب الجنة بعد موت أبيهم
بعد موت الرجل الصالح ورث الجنة خمسة رجال أبناءه، ولقد تضاعف المحصول الزراعي فلما رأى الأبناء وفرة الثمار عزموا على عدم إخراج ما كان يُخرجه أبوه من الصدقات، وهنا نصح الأخ الأوسط أخوته ألا يفعلوا وأن يلتزموا بما كان أبوهم يفعله فهذا رزق الله تعالى للفقراء والمساكين، ولكنّ الأخوة رفضوا ونهروه وهنا خاف الابن الأوسط من أخواته وجارهم في فعلهم، وكانوا قد عزموا في الصباح على جني ثمار الجنة، ولما استيقظ الأخوة الخمس لجمع الحصاد وجدوا ما لا يكاد يخطر على البال، فلقد وجودا أنّ الثمارة متساقطة، وأن الجنة محروقة وقال البعض من العلماء بل لم تحرق، ولكن أرسل الله تعالى عليها الصقيع فدمر ثمارها، وعندئذ أدرك الأخوة الخمس أنّ الله تعالى غضب عليهم بسبب ما قد عزموا على فعله من منع الصدقات.
روابط ذات صلة::
قصة قارون مع موسى عليه السلام مكتوبة كاملة
قصة يأجوج ومأجوج كاملة مكتوبة
المُستفاد من قصة أصحاب الجنة
• ينبغي أن نشكر الله تعالى على ما أعطانا من الرزق، ووجوب الانتباه إلى ضرورة إخراج الزكاة وعدم منعه من أهل الحاجة.
• ينبغي على الملمين بإجماع المسلمين أن يُجمع الحصاد في النهار ليعرف أهل الحاجة.
• فوائد إخراج الزكاة لا تقتصر على الفقير بل إنّ الفائدة الأولى تعود لمن يُخرج الأموال فهي بمثابة تنظيف لأمواله من السوء.
• من لم يشكر الله تعالى ينتظر العقاب حتماً لا محالة.
• على الإنسان إذا ضلّ الطريق أن يعود إلى الله تعالى سريعاً، ويستغفر الله تعالى عما بدر منه من السوء والظلم والجور.
• من المهم أن نستمع إلى النصح فالدين النصيحة وهي الطريق إلى النجاة من الكثير من المخاطر.
التعليقات