التخطي إلى المحتوى

هناك العديد من القصص التي وردت كأحداث تحصل بين أهل الجنة وأهل النار منها كما ذكر ابن جرير الطبري عن قصة رجل كان له صاحب وشريك، رجل مؤمن كان شريكه كافر كانا يعملان في تجارة فقال أحدهما للآخر: أنا لي حرفة وأنت ليس لك حرفة فلنقسم أموالنا، وكان لهما ثمانية آلاف دينار فأخذ كلاً منهما نصيبه، هذا أربعة آلاف وهذا أربعة آلاف.

قصة بين الجنة والنار

الكافر اشترى بأمواله ما لذ وطاب من الدنيا فرأى بيتاً لأحد الملوك أراد أن يبيعه اشتراه بألف دينار، فلما رأى القصر الجميل الذي اشتراه نادى صاحبه المؤمن وقال له: تعال أريك البيت الذي اشتريته، فلما ذهب ورأ البيت قال له جميل، بكم اشتريته فرد عليه بألف دينار، وهنا اختلى المؤمن بنفسه وقال: ياربّ إن صاحبي اشترى بيتاً جميلاً بألف دينار، وهذا ألف دينار ياربّ أرجوا منك بهما بيتاً في الجنة وأخرج المبلغ صدقة.

وبعد مرور حقبة من الزمن دفع الشريك الكافر 1000 دينار أخرى ليتزوج بامرأة حسناء، وذهب لصاحبه ودعاه وخبره بما فعل فقال أحسن ما فعلت، وهنا ذهب المؤمن وقال يارب هذه 1000 دينار التي أخرجها صاحبي للزواج من الحسناء أسألك الله ياربّ حورية في الجنةّ، ثمّ مرت حقبة من الزمن، وأرسل الكافر لصاحبة المؤمن ليخبره بخبر شراء بستانين بألفي دينار، وهنا أخرج الرجل المؤمن ما تبقى معه من المال وهو ألفي دينار صدقة وسأل الله تعالى أن يُعطيه بهما بساتين في الجنة.

فلما بعث الله تعالى المؤمن، وقد أعطاه الله تعالى ومنّ عليه من فضله وكرمه ما طلب في الدنيا من الحور العين والبساتين والقصور سأل عن قرينه الذي كان معه في الدنيا الذي اشترى القصور، وتزوج النساء واشترى البساتين حيث أنه لم يجده معه في الجنة، وأنزل الله تعالى قصتهما في القرآن الكريم بقوله تعالى في سورة الصافات : (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿50﴾ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ﴿51﴾ يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ﴿52﴾ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ ﴿53﴾ قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ ﴿54﴾ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴿55﴾ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ﴿56﴾ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴿57﴾ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ ﴿58﴾ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴿59﴾ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿60﴾ لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴿61﴾ ) .

حوار بين أهل الجنة وأهل النار

بعد أن يقضي الله تبارك وتعالى أمره، ويُدخل أهل الإيمان الجنة ويُعانقوا حورهم ويسكنو قصورهم ويتمتعوا ببساتينهم، ينادي أصحاب الجنّة أصحابهم الذين دخلوا النار أنهم قد وجدوا ما وعدهم الله تبارك وتعالى حقاً، فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً، فكذبوا عليهم وقال نعم، وهنا نادى مؤذن بينهم أنّ لعنة الله على الكاذبين، ولقد وردت قصة حوار هؤلاء في كتاب الله تعالى بقول جلّ شأنه في سورة الاعراف : ( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿44﴾ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ ﴿45﴾ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿46﴾ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿47﴾ ).

سؤال أهل النار لأهل الجنة

هناك قصة أخرى بين أهل اجنة وأهل النار ألا وهي سؤال أهل النار لأهل الجنة بأن يفيضوا عليهم الماء أو مما رزقهم الله تبارك وتعالى من النعيم افي الآخرى، ولكنّ أصحاب الجنة هنا يكون جوابهم أنّ الله تبارك وتعالى حرمها على الكافرين ودل لهذا قوله تعالى بكتابه العزيز في سورة الاعراف : (وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿50﴾ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿51﴾ ).

روابط ذات صلة::
قصة قارون مع موسى عليه السلام مكتوبة كاملة
قصة أصحاب السبت في القرآن الكريم مكتوبة كاملة

أصحاب الأعراف وأهل الجنة والنار

أما عن أصحاب الأعراف فهم من كانوا على الحد الفاصل بين الجنة والنار؛ فهم ليسوا مع أهل الجنة وليسوا مع أهل النار، ومع نظرهم إلى أهل الجنة خبروا أهل الجنة بأنهم كاذبون ولم يجدوا ما وعدهم ربهم بعد أن سلموا على أصحاب الجنة، ومع صرفهم أبصارهم تجاه أصحاب النار دعوا ربّهم بأن لا يكونوا مع القوم الظالمين وكان هذا ما ورد عنهم بكتاب الله تعالى: وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) .

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Don`t copy text!