نبيّ الله سليمان من الأنبياء الوارد ذكرهم بكتاب الله تعالى، ولقد منّ الله تبارك وتعالى على نبيه سليمان بملك وعلم لم يعطه لأحد قبله وكان هذا استجابةً لدعوته (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) سورة ص – الآية 35 ، وهنا نسرد لك قصة سيدنا سليمان مع النملة والهدهد .
قصة سيدنا سليمان مع النملة والهدهد
ولقد أورد الله تبارك وتعالى قصة نبيه سليمان في كتابه الكريم لكثرة العبر والمواعظ من قصته فلقد فهمه الله تعالى لغة الطير، وسخر له الريح تجري بأمره وورثه العلم وأتاه الله تعالى الكثير من فضله ونعمه وكرمه ودل على هذا قوله تعالى بكتابه العزيز: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) سورة النمل – الآية 16 .
ما أعطاه الله تعالى لسيدنا سليمان ؟
قال الله تعالى فس سورة سبإ: وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)
أعطى الله تعالى سيدنا سليمان القدرة على التحكم بالكثير من الكائنات والمخلوقات مثل الجن والإنس، والرياح والنحاس كان يلين بين يديه والحديد ولغة الطير والحيوانات الأخرى.
روابط ذات صلة::
قصة أصحاب الغار من صحيح القصص النبوي
قصة السامري وعجل بني إسرائيل مع نبي الله موسى وقومه
سيدنا سليمان والنمل
ذات يوم كان سيدنا سليمان يسير مع جيشه من الإنس والجنّ، وسمع صوت نملة وهي تنصح زميلاتها بالابتعاد عن طريق جنود سليمان حتى لا يحطمهم أحدهم دون أن يرونهنّ، وهنا تبسم نبي الله سليمان ورفع يده حامداً شاكراً للله تبارك وتعالى عن ما أعطاه الله تعالى من علم وفهم لاستيعاب كلام الكائنات الأخرى.
ودل على هذا قوله تعالى بكتابه العزيز في سورة النمل : حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) .
سيدنا سليمان والهدهد
كان نبي الله سليمان دائماً ما يتفقد جنده وعندما لاحظ غياب هدهد من دون أن يعلمه أقسم على تعذيبه إن لم يأت له بخبر أو يُقدم له العذر كتبرير عن غيابه له، وكان السرّ في تأخيره والعذر الذي قدمه الهدهد لنبي الله سليمان بعد أن عاد إلى الجند هو أنّه خلال طيرانه رأى قوماً يسجدون للشمس، ويعبدونها من دون الله تبارك وتعالى فلما تقصى سيدنا سليمان عن سبب غيابه قص عليه وبادره بالحديث عن هولاء، وهم قوم سبأ وهنا وصف الهدهد ما رآه من سبأ وصفاً دقيقاً بعد أن تيقن من المعلومات التي حصل عليها، ولقد ساء هذا سيدنا سليمان من عبادتهم لغير الله تبارك وتعالى.
وهذا ما دل عليه قوله تعالى بكتابه العزيز في سورة النمل : وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) .
التعليقات