التخطي إلى المحتوى

الابتلاء ، ” ان الله اذا احب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ” المعروف ان الدنيا هي دار الاختبار والامتحان فقد بينت الدنيا واسست على ابتلاء الناس لاختبار قوة صبرهم وماهو مقدار ثباتهم وشدة ايمانهم بالله عز وجل فاذا تم تجاوز فترات الابتلاء بنجاح ورضا رفعت قيمتهم في الدنيا والآخرة واذا خسروا فحتماً خسروا كل شئ وفي هذا المقال سنتحدث عن ماهو الابتاء وتعريفة واسبابه فتابعونا الآن .

الابتلاء نوعان .. إبتلاء لردع العبد عن الذنوب والمعاصى والعمل على عودته الى الله بعد ان كان عاصياً و غافلاً عبادة الله ، أما ابتلاء لرفع العبد المؤمن المطيع لاوامر الله وذلك لتنقيته من الذنوب والخطايا ورفع منزلته عند الله عزوجل . قد يكون ابتلاء الله لعبده بما يسره في بعض الاحيان اخطر عليه بما يكرهه وذلك لان بعض الناس لديهم قدرة عجيبة على تحمل المصاعب والشدائد حيث ان بمجرد مايصيبهم خير او رزق ومال وجاه وسلطان يطمئنون وينسون الله سبحانه وتعالى وهذا هو الخسران بحد عينه .

يقول الله عز وجل : ( وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) النساء/79 ، قال المفسرون : أي بذنبك . ويقول سبحانه : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) الشورى/30 ، انظر “تفسير القرآن العظيم” (2/363) . وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه الترمذي (2396) وحسنه ، وصححه الألباني في “صحيح الترمذي ” .

ما هو الابتلاء ؟

الابتلاء هو من الضرورات الحتمية التي يعرف من خلالها الصالخ والطالح ” السئ ” والمؤمن وضعيف الايمان بالله سبحانه وتعالى وكلما ارتفعت منزلة الانسان عند الله تعالى ازديااد ابتلاؤه وبالتالي فإن الانبياء والرسل عليهم السلام هم اكثر الناس ابتلاءً ومنزلتهم هي المنزلة الاعلى على الاطلاق وتوجد انواع كثيرة من الابتلاءات لذلك لايعلم الانسان من اين ياتي له الابتلاء او مدى قوته وقد اتى هذا الابتلاء كنتيجة طبيعية لتنوع الناس واختلاف صفاتهم وطبيعتهم فيوجد ميحفز بعض الناس ولكنه لايحفز البعض الآخر ويختلف ايضاً مدى درجات ايمان الافراد .

اسباب وقوع الابتلاء

السبب الاول
ان الابتلاء سنة الحياة هو أن الابتلاء سنة الحياة، فعندما يقع ابتلاءً جديد للمسلمين ولأصحاب الدعوات يتبادر إلى الذهن عند الكثيرين أن السبب في هذا الابتلاء هو طبيعة الصراع بين الحق والباطل، فالباطل يكره الحق، ويبغض الدعوة الصحيحة للإسلام، ويحارب أنصارها، ويتمنى زوالها، ويسعى للقضاء عليها أو تحجيمها، ومن ثمَّ فهو يتحيَّن أي فرصة مواتية لتوجيه الضربات لها، مستخدمًا كل ما يمكن استخدامه من أدوات التنكيل والتشويه المختلفة.

السبب الثاني
ويتبادر إلى الذهن أيضًا أن الابتلاء سنة ثابتة من سنن الدعوات، وأنه من علامات الصدق، والسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الأهداف، وكيف لا والتاريخ عموما يؤيد هذه الحقيقة، و تاريخ الأنبياء ينص عليها، بل والقرآن الكريم يؤكدها على أنها حقيقة ثابتة في الحياة .

انواع الابتلاء

– الابتلاء بالضراء : ويتعقد الكثيرون ان هذا النوع من الابتلاءات هو النوع الوحيد من انواع الابتلاء مع ان الدلائل تشير الى وجود انواع اخرى منه ولايقل خطورة عنه وجوهر الابتلاء بالضراء هو ابتلاء العبد بما يكرهه من الامور مثل الاصابة بمرض معين او فقدان لعزيز او خسارة الاموال او اتهامه بالتهامات الباطلة او اندلاع الحريق في الممتلكات الخاصة وهذا الاختبار امتحان مدى قوة صبر المؤمن بقضاء الله وقدره .

– الابتلاء بالسراء : وهو ابتلاء الانسان فيما يحبه من مال وجاه وسلطان ومنصب فكل هذه الامور حيبها الانسان ويسعى اليها ويعتقد بعض الناس انهم اذا رزقوا من اي شئ من هذه الاشياء مثل المال فكذلك الله راضياص عنهم وهم لايعلمون مايخفيه هذا العطاء حيث انه اختبار من الله تعالى سيسالون عنه عندما يقفون بين يديه سبحانه وتعالى .

فوائد الابتلاء

هو صرف اليأس وإبعاد القنوط عن نفوسِ أتباع الأنبياء وهجر كل مسببات الوهن الذي قد يصيب أصحاب الابتلاء و فالتذكير بفائدة وقوع الابتلاء هو عدم حصول التيئيس أو وقوع التخذيل أو حصول الاستسلام الذي يحلو لبعض أصحاب الشهوات والشبهات أن يروجوا له مع وقوع كل ابتلاء جديد يصيب الدعاة أو أصحاب الدعوات وإن كنا لا نريد أن نتهم كل من يطالب بالمراجعة والمحاسبة أنه يثير الشبهات، أو يحاول تثبيط الهمة أو يضرب الصف بل لا بد من الاستماع لكل دعوة صادقة تدعو للوقوف على الأسباب الحقيقية لوقوع المصيبة أو معرفة الأخطاء ويجب أن ندرس بعناية أقوال كل مخلص يريد الاصلاح ويهدف للتصحيح ويحب المحاسبة.

النظرة المتكاملة لوقوع الابتلاء

فلا ينبغي الاكتفاء بالتذكير بفائدة وقوع المصائب بل لا بد من الرؤية الشاملة من كل الجوانب وحتى يتم الاستفادة من حدث الابتلاء ويكون بمثابة فرصة عظيمة لمراجعة النفس والبحث عن الأخطاء والتفتيش عن سبب وقوع الهزيمة أو سبب تأخر النصر وعدم الاكتفاء بالثوابت التي نحتج بها دائما بوجود مؤامرة كبيرة وتدبير موجه من الخارج ووجود خطط قوية وتنسيق محكم وتعاون بين أعداء الداخل والخارج.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Don`t copy text!