التخطي إلى المحتوى

ماكينة الخياطة وفرت على البشرية الجهد والوقت المبذول في صناعة ملابسهم الخاصة بهم، كما أنّها قد وفرت عليهم بذل الأموال الطائلة للحصول على الملابس فالأموال الطائلة كانت تُبذل لصانعي الملابس اليدوية ولشراء الملابس الجاهزة.

تاريخ اختراع ماكينة الخياطة

في البداية قد تمّ الكشف عن إبر صُنعت من العظام تعود إلى العصر الجليدي؛ وتلك الإبر كانت تُستعمل في تصنيع الجلود وخياطتها. ولقد اكتشف الجيولوجيون في الصين مجموعة من الإبر الحديدية تعود إلى سلالة الهين، وفي عام 1755م قد تمكن المُبتكر كارل واينستاين من اختراع أوّل إبرة لماكينة الخياطة.

من أوّل مُخترع لماكينة الخياطة؟

لقد تمكن المخترع البريطاني توماس سانت في عام 1790م من ابتكار ماكينة خياطة لا تعتمد في عملها على إبرة اينستاين وكانت تلك الماكينة تعمل بخيط فردي مُخرز لعمل الثقوب بدلاً من الإبرة، ولقد استعملت تلك الآلة في خياطة الجلد والخيش وبحول عام 1830 م تمكن أحد خياطين فرنسا وهو بارتملي ثيمونييه من تسجيل براءة اختراع لأوّل مُعدة خياطة فعلياً وكان بها إبرة شبيه بالكلاب، وكانت تُحرك إلى أعلى وأسفل اعتماداً على دواسة ترتبط بالخيط .

وفي عام 1846 م تمّ تطوير معدة بارتملي عن طريق إلياس هاوي الذي تمكن من الوصول إلى مُعدة أخرى ذات إبرة بثقب كما كان لها مكوك وعملها في خط مستقيم، غير أنّ تلك المعدة لم تلقى اهتماماً؛ حتى أتى عام 1851 م تمكن إسحاق سنجر من الوصول إلى مُعدة بذراع صلب ولها طاولة لدعم الأقمشة كما كان لها دواسة تعمل القدمين عليها وليس اليدين.

مشاكل على براءة اختراع ماكينة الخياطة

بين اختراع سنجر قد حدثت مشاكل بين كلاً من سنجرر وإلياس هاوي؛ حيث أقدم هاوي على رفع قضية ضد سنجر يتهمه بانتهاك حقه في ملكية اختراع ماكينة الخياطة اعتمد عليها في ابتكاره لماكينة أخرى أُطلق عليها ماكينة سنجر، ولقد تمكنا المخترعين بعد ذلك من الوصول إلى التسوية حيث قام سنجر بدفع حقوق امتيازية لهاوي، ومن بعدها أسس سنجر شركة خاصة به تقوم على صناعة ماكينات الخياطة وطوّر كثيراً على تلك المُعدة وفعلياً تمكن من الحصول على ما يقرب من 20 براءة اختراع؛ وليس هذا فحسب بل روّج لماكينته بابتكار طريقة سهلة للدفع والتي تقوم على التقسيط، ثمّ تعاون هاوي وسنجر وبيكر وجروفر وويلسون وويلر على تأسيس شركة لاحتكار السوق، حتى تمّ التوصل إلى تصنيع مُعدة خياطة كهربائية من نفس الشركة وهي شركة سنجر.

قصة إلياس هاو في اختراعه لماكينة الخياطة

إلياس هاو أحد المُزارعين بالولايات المتحدة، ولقد تمكن من الالتحاق بجمعية مصنعي آلات القطن وبتلك الجمعية تمكن من تعلم حرفة تصنيع المعدات، ولكن مع حلول الأزمة الاقتصادية بعام 1837م أصبح إلياس عاطلاً؛ عانى كثيراً من الفقر حتى أتيحت له الفرصة للعمل في أحد محلات الآلات وسمع أحدهم يتحدث عن فكرة اختراع معدة لتسهيل صناعة الملابس.

وفي يوم كان يعمل إلياس بجدية على الوصول إلى هذا الاختراع الذي هو الحلم لنجاته من الفقر وفعلياً في عام 1839م قام بصناعة أولى آلاته؛ غير أنّها كانت بدائية للغاية وكان ينقصها العديد من التطورات حتى وقع تحت يده ساعة فوجد بداخلها الكثير من المكونات التي يُمكن أن تكون نقلة في صناعة معدة الخياطة الخاصة به.

ثمّ وردت إليه فكرة وضع إبرتين إلى الآلة للعمل في ذات الوقت، حيث أّنّ أحدها تعمل عمودياً والأخرى تسحب إلى الأسفل. وبعد مرور سبع سنوات من المحاولات تمكن هاو من صناعة ماكينة خياطة القماش عن طريق غرز سريعة تعمل في خط مستقيم؛ وفعلياً باعها بسعر غالي غير أنّها لم تُروج جيّداً، وعانى الرجل من بعدها من الفقر مرةً أخرى، ولهذا فلقد قرر السفر إلى انجلترا غير أنّه هناك قد عانى أيضاً من قسوة العيشة فلما رجع وجد إسحاق سنجر قد طوّر معدته وعندئذ رفع عليه قضية انتهاك حقوق ملكية حتى حصل على حقه.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Don`t copy text!