قصة السامري أحد اليهود الوارد ذكرهم بكتاب الله تعالى بسورة طه، وكان سبباً في غواية بني إسرائيل فهو الذي أخرج العجل صاحب الخوار لليهود حتى يعبدونه، وكان السبب في إضلال العديد من قوم بني إسرائيل ولقد دعا عليه نبي الله موسى عليه السلام وورد هذا بقوله تعالى بسيورة طه : قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97).
قصة السامري مع نبي الله موسى وقومه
بدأت قصة السامري وعجل بني إسرائيل مع نبي الله موسى وقومه ، وذلك بعد أن نجا الله تبارك وتعالى موسى وقومه من فرعون عبروا متوجهن إلى فلسطين قاصدينها، وبالطريق رأوا قوم عكفوا على عبادة عجل وهنا قال قوم موسى له اجعل لنا من نعبده مثلهم وهنا رد عليهم نبي الله: إنكم قوماً تجهلون، لقد نجاكم الله تعالى في الحال، وأنتم الآن تريدون أن تعبدون غيره وهنا نبههم وحذرهم مما طلبوه منه، وأكد عليهم ضرورة التزامهم بعبادة الله تعالى وحده.
وبعد هذا جاء الموعد الذي كلم الله تعالى فيه سيدنا موسى رب البرية، وقبل هذا الموعد امر أخاه هارون بأن يقف في قومه لموعظة، وذهب نبي الله موسى ليكلم الله تعالى، وذهب ثلاثين يوماً، وصارت أربعين، وبقى أخاه هارون في القوم يعظهم بهمة وإيمان وكان في اليهود السامري، وكان منافق وخبيث غير أنه تظاهر بالإيمان وقلبه لم يؤمن بالله تعالى.
ومع غرق فرعون رأى السامري فرس الملائكة وأخذ من على الأرض أثراً له واحتفظ به ومع خروجهم من مصر كانوا قد استعاروا الذهب من فرعون وقومه، وهنا قال السامري قد حرمت الغنائم عليكم فأين أذهب كي أخلصكم، فشكل لهم العجل ورمى عليه أثر تراب فرس الملائكة، ونظر إلى القوم وقال لهم أتدون ما هذا الخوار (صوت العجل)؟ فأجابوا بلا لا نعرفه وهنا: فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ
قال تعالي :: قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ * فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ [طه:87-88] .
وقال إن موسى قد ذهب ليكلم الله تعالى ونسى أن الله تعالى موجود معنا هنا، فوقف هارون وقال لهم اتقوا الله وأخذ في النصح وداعياً لعبادة الله تبارك وتعالى وحده، ولكنهم كادوا وهموا بقتله، وقالوا له اذهب سنعتكف عنده حتى يعود إلينا موسى، وهنا انتظر هارون أخوه موسى فقال الله تبارك وتعالى لنبيه موسى: قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ
فرجع نبي الله موسى مسرعاً، وغضب غضباً شديداً وكانت هناك ألوح بيده فيها رحمة وهدى فرماها، وأسرع بالرجوع آسفاً غضبان: فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي.
ورد القوم عليه لم نخلف موعدك ولكن السامري أخذ لنا أثر وصنع لنا العجل وهنا ذهب موسى لأخيه غاضب وأخذ برأسه ولحيته فنقال له اتركني كادوا يقتلونني، ولقد خشيت أن تقول أني لم أنفذ قولك وأن أكون سبباً في انقسام بني إسرائيل فلا تشمت بنا الأعداء، وهنا بعد أن ذهب موسى إلى السامري قال له: قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي.
روابط ذات صلة::
قصة بين الجنة والنار و حوار بين أهل الجنة وأهل النار
قصة بلعام بن باعوراء كاملة مكتوبة من قصص القرآن الكريم
موسى يدعو الله عليه ويحطم العجل
فكان عقوبة الله تعالى لهم بعد أن فتت موسى عليه السلام العجل ورما أثره بالبحر، أن يقتل بنو إسرائيل بعضهم بعضاً فكان الرجل منهم يخرج سيفه ويقتل أخاه، وذهب موسى عليه السلام ليقتفي الألواح التي فيها هدى الناي وردها الله تبارك وتعالى إليه.
التعليقات